الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة حلقات المسلسل الأسود من الكرة التونسية : من حرق المنزه.. الى «دماء باجة» و«رعب بنزرت» وأحـداث قابس.. وكارثة المنستير!

نشر في  23 أفريل 2014  (21:23)

في الوقت الذي تعرف فيه الكرة التونسية أتعس مظاهر الفوضى والعنف والانفلات الأخلاقي، كان لا بدّ من فتح هذا الملف عبر التذكير بـ «أتعس» الأحداث التي عرفتها الكرة التونسية في جميع الأقسام والأصناف...
وإن لا يسع المجال للقيام بعملية «فلاش باك» لكلّ الأحداث الدامية وتصفّح «الألبوم الأسود» الذي مرّغ سمعة كرتنا ورياضتنا في التراب طيلة سنوات، فإننا في «أخبار الجمهورية» نفتح هذا الملف ـ للمرة الألف ـ لكن هذه المرّة عبر القيام بعملة «BEST OF» لأتعس مظاهر العنف التي كانت بعض الملاعب التونسية مسرحا لها طيلة سنوات، وتبقى غايتنا من ذلك هو دفع جميع الأطراف الى استيعاب الدرس من »الماضي الأسود » وتحمّل مسؤولياتهم كاملة في هذه المرحلة القاتمة والتي تردّت فيها الأخلاق في الملاعب التونسية الى الحضيض وقد تزامن ذلك مع الإنفلات الأمني وعجز المسؤولين من أصحاب الشأن في الهياكل الرياضية على مقاومة هذا «الغول» المرعب والمخيف...
«توب» الى حلقات المسلسل الأسود في تاريخ كرة «العار والدمار» .
اجتياح وغاز مسيل للدموع...
الأكيد أن ما حصل في آخر مباراة جمعت النجم الساحلي بالنادي الصفاقسي في أولمبي سوسة حيث عمّت الفوضى في المدارج بعد أن اجتاز أحد أحباء «ليتوال» أرضية الميدان ومن ثمّة حصلت اشتباكات بين أعوان الأمن وبعض الأحباء قبل أن يعمّ الغاز المسيل للدموع على مسرح اللقاء لتتحوّل مباراة في كرة القدم الى موعد للإنفلات الأخلاقي الذي أصبح «ميزة» «كرة العار والدمار»، هذه الحادثة كانت سببا رئيسيا لتذكرنا بعدة فواجع سابقة سنأتي عليها تباعا.

مباراة «قصّان الضو»
في سياق الحديث عن حلقات «المسلسل الأسود» لابدّ من القيام بعملية «فلاش باك» عمّا حصل في المباراة الشهيرة التي احتضنها ملعب المنزه بين الترجي الرياضي ونادي حمام الانف، حيث كانت أسبقية «الهمهاما» بثلاثية سببا في إعلان الحرب من قبل فئة من الجماهير الترجية أصرّت على إلحاق المضرّة بالتجهيزات الرياضية وحرقها داخل الملعب وخارجه وهو ما اضطر أعوان الأمن ـ بحسب ما قاله لنا في حوار سابق حكم تلك المباراة «الكارثة» ونعني به مكرم اللّقام ـ الى قطع النور الكهربائي عن الملعب لتنفيذ المخطّط الذي سمح بايقاف الفضيحة.

في رمضان اشتعلت السيارات وأحرقت مصحة خاصة في بنزرت...

تواصلا مع هذه الحالات المزرية لابد أيضا من التذكير بما حصل ذات موسم في مدينة بنزرت من جرائم نزلت كالصاعقة على المواطنين الأبرياء بعد نزول الستار على مباراة النادي البنزرتي وضيفه النادي الافريقي، حيث تمّ حرق سيارات بعض المواطنين كما وقع اضرام النار في مصحة خاصة كردة فعل من «هوليغانز» الملاعب على هزيمة فريقهم أمام الافريقي بهدف وحيد.

جريمة جديدة في ملعب بنزرت!

ما حصل في ملعب بنزرت من جرم في حقّ الكرة التونسية ، لم يتوقّف على اللقاء الأخير، بل تجدّد سنة 2011 في نفس الملعب ذات الجرائم تزامنا مع مباراة «السي.آ.بي» وضيفه النادي الصفاقسي حيث تم اجتياح الميدان من الجماهير البنزرتية بمجرّد أن سجل «السي. آس.آس» هدفه الثالث ومن ثمّة تحوّل «المستطيل الأخضر» الى ساحة حرب قبل ان يتم تهشيم تجهيزات قناة «نسمة» التي حضرت لتغطية المباراة فعاد طاقمها الصحفي وفي جراب أفراده خسائرقدرت بمليار ، علما وان هذه الفواجع كانت سببا في ايقاف مباراة ستبقى عار على جبين الكرة التونسية.

الحكم المالي كوليبالي يوقف مباراة الافريقي والهلال السوداني في رادس

بعد «فاجعة الزمالك» خرج شق من جمهور الافريقي عن النص في لقاء فريقه لحساب المسابقة القارية ضد الهلال السوداني واجتاح ميدان ملعب رادس وهو ما حتّم على حكم اللقاء المالي «كوليبالي» بايقاف المباراة والاعلان عن ترشح الضيوف.

أحداث رهيبة في مباراة النجم والترجي القاريّة

في هذه المباراة القارية التي استضاف فيها النجم الساحلي أبناء نبيل معلول مدرب الترجي وقتها، لم يهضم شق من أنصار «ليتوال» كيف تقدّم أبناء فريق باب سويقة في النتيجة بهدفين لصفر ومن ثمّة وقع اجتياح الملعب وحصلت مشاهد مزرية كاد يدفع لاعبي الترجي ومسؤوليه وطاقمه الفني والطبي «فاتورته» لولم يقرر الحكم ايقاف المباراة ويتجنّد رئيس «ليتوال» رضا شرف الدين لحماية وفد الترجي بطريقة جلبت له الاحترام...
كرة الموت في مباراة الكأس بين باجة والترجي!
في أشهر فضيحة كروية تونسية، بمناسبة لقاء الكأس في جوان 1999 الذي جمع الأولمبي الباجي بضيفه «ترجي سليم شيبوب»، ذبحت الروح الرياضية من الوريد الى الوريد وسال الدم بغزارة قبل ان تتطور الأحداث لتسفر عن 3 وفيات في مباراة كروية انتهت بطريقة مأسوية.
عنف وفوضى.. وجمال بركات يوقف لقاء باجة والافريقي...
سنة 2009 حصلت مشاهد مزرية في لقاء الأولمبي الباجي والنادي الافريقي وساهمت الجماهير الحاضرة بسلوكها غير الرياضي في دفع حكم اللقاء جمال بركات الى ايقاف المباراة بعد أن استحالت مواصلتها.

هدف الدقيقة 90 يشعل الأجواء في جندوبة

«بروفة» جديدة للعنف كان مسرحها ملعب جندوبة سنة 2006، حيث بمجرّد أن عدّل النادي الافريقي النتيجة في الدقيقة 90 حتى تحوّل المبدان الى حلبة ملاكمة لم تفرز الاّ الأوجاع والأنين..
الحارس محمد الزوابي أشعلها في سوسة!
دائما مع أحداث العنف التي طبعت مسيرة الكرة التونسية على مرّ السنوات، لابدّ من تصفّح «الألبوم» الأسود لمباراة النجم الساحلي وضيفه الترجي الرياضي سنة 2001، حيث تحوّل حارس الضيوف يومها وهو محمد الزوابي الى «بروسلي» وساهم بحركاته البهلوانية في إشعال الأجواء في أولمبي سوسة..
حجر وارتجاج في المخ!
أما الحالة الجديدة من كرة الفضائح فهي تخص مباراة الملعب القابسي وضيفه النادي الصفاقسي لحساب مرحلة الذهاب من عمر الموسم الكروي الجاري، حيث أصرّ «أطفال الحجارة» على إلحاق الأذى بلاعب «السي.آس.آس» أسامة الحسيني الذي أصيب بحجر سبّب له ارتجاج في المخ ولم لم تنقذه الأقدار الإلهية والتدخلات الطبية لكان هذا اللاعب أوّل ضحايا الكرة التونسية فوق الميدان...

فوضى عارمة في لقاء توزر والمرسى والحكم يرفض العودة الى الميدان!!

أما الفضيحة الأخرى، فهي التي حصلت ايضا لحساب مرحلة الذهاب من هذا الموسم الكروي وكان مسرحها ملعب توزر بمناسبة المواجهة التي جمعت نادي المكان بضيفه مستقبل المرسى حيث تكلم يومها «لاكريموجان» كما اشتهى وأراد ممّا جعل حكم المباراة يرفض العودة لاستئناف الشوط الثاني، قبل ان تقرّر لاحقا الرابطة الوطنية المحترفة منح نقاط الفوز الى فريق «القناوية»..

في قفصة المراقب عاطف اليعقوبي ضحية تهاطل الحجارة!

نواصل سرد بعض «الخروقات» التي حضرت هذا الموسم الكروي، منها ما حصل في لقاء قوافل قفصة ضد النادي الصفاقسي لحساب مرحلة الذهاب، حيث عمد بعض «الصعاليك» المحسوبين على جماهير القوافل الى رمي الحجارة وسط الملعب، فكان مراقب المباراة عاطف اليعقوبي الضحية رقم واحد يومها بعد أن تسبّبت له حجارة في اصابة على مستوى الصدر والخضوع الى تحاليل مسترسلة ليستعيد أنفاسه بشكل طبيعي.

رشيد بن خديجة شاهد على أحداث 1984 بين تبرسق وجندوبة!

وحتى نؤكد أن العنف ليس وليد انفلاتات ما بعد الثورة ، لابدّ من العودة الى سنوات خلت ، لنكتشف أن ما حصل سنة 1984 في مباراة طرفيها فريقي الملعب التبرسقي وضيفه جندوية الرياضية تندرج في هذه الخانة، حيث عاثت الجماهير يومها فسادا في الملعب وهو ما دفع بالحكم رشيد بن خديجة وقتها الى الهروب بجلده من المباراة التي انتهت بفوز جندوبة هدفين لصفر والعودة الى منزله في زيّه التحكيمي ، قبل ان تحكم الهياكل الرياضية لاحقا بحلّ فريق تبرسق.

كارثة في لقاء الاتحاد المنستيري والنجم الساحلي سنة 1981
في مقابلة جمعت سنة 1981 فريقي التحاد المنستيري بضيفه النجم الساحلي تحت ادارة الحكم الحبيب الميموني حصلت عدّة مظاهر مسيئة للرياضة والأخلاق مصدرها أناس «راضعين المشاكل في الحليب» ساهمت في حدوث عدّة خروقات ، قالت مصادرنا إنها انتهت بوفاة شخصين توهّما أنهما جاءا للتمتّع بفنيات «الكوارجية» فاذا بهما يلقيان حتفهما.!
مهازل جديدة بين الاتحاد و«ليتوال» في نصف نهائي الكأس..
مرة أخرى تحدث سنة 1981 في لقاء نصف نهائي كأس تونس بين الاتحاد المنستيري والنجم الساحلي عدّة مظاهر عنف لفظي ومادي بعد أن ألغى الحكم علي بالناصر هدفا للإتحاد المنستيري عدّل به النتيجة ومن ثمّة اشتعلت الأجواء قبل ان يدفع الحكم بالناصر الفاتورة لاحقا حين تمّ شطب اسمه من التحكيم مدى الحياة بعد أن وقع تحميله مسؤولية سكب البنزين على النار في تلك المباراة.

الهادي نويرة يحلّ الترجي وبورقيبة أنقذها

وفي سياق الحديث عن «غول» العنف، نشير الى أن جماهير الترجي سبق لها ان عاثت في ملعب المزه فسادا وحرقا سنة 1970، بمناسبة خسارة الفريق لنهائي الكأس ضد النادي الصفاقسي وهو ما جعل المرحوم الهادي نويرة يقرّر حلّ فريق باب سويقة قبل أن يعود الزعيم الحبيب بورقيبة من رحلته الى سويسرا ليعفو على الترجي بعد أن استقبلته الجماهير في المطار ودعته الى العفو على الترجي وهذا ما استجاب له بورقيبة.

سنة 1961 دمار شامل يخلّف حلّ النجم الساحلي

في آخر صفحة من حلقات «المسلسل الأسود» نتطرّق الىما حصل سنة 1961 في لقاء نهائي كأس تونس الذي أداره الحكم المرحوم مصطفى بلخواص بين النجم الساحلي والترجي الرياضي الذي فاز وقتها بثنائية كانت كافية لإعلان انطلاق حرب كروية، قالت مصادرنا أنها انتهت بوفاة سائحة أجنبية ومن ثمّة وقع حلّ فريق النجم الرياضي الساحلي...
هذه حالات من «كرة العار والدمار» على مرّ الأزمان، لكن الأكيد أننا في «أخبار الجمهورية» لم نسرد كلّ الفضائح و «الجرائم» مثل أحداث هرقلة الشنيعة والأكيد أنّ ما خفي كان أعظم في شتى الأقسام والبطولات.
اعداد: الصحبي بكار